القاهرة – مصدر المعرفة للمثقفين البوسنيين في القرن العشرين
وما غاب عن هذا الاتجاه سكان البوسنة والهرسك الذين واصلوا تعليمهم في بعض الجامعات الأجنبية في كثير من الأحيان بعد الانتهاء من التعليم الثانوي.
فخلال الحكم العثماني، كان معظم البوسنيين يتلقون التدريب في إسطنبول، ومع وصول السلطات النمساوية المجرية، واصل كثير من المثقفين المحترمين تعليمهم في فيينا، ومنها على وجه الخصوص، محمد سباهو، الذي أصبح طبيبا قانونيا في عام 1907.
البوسنيون حافظوا على صلات وثيقة مع إسطنبول بعد بدء الإدارة النمساوية المجرية، ومع ذلك، فقدت العلاقة الفكرية مع عاصمة تركيا بعد إلغاء الخلافة وإدخال نظام تعليمي جديد تماما من قبل كمال أتاتورك..
معظم المثقفين البوسنيين في إسطنبول، سعى للحصول على أفضل تعليم ديني ممكن، والتغيير في السلطة في تركيا يعني تدهور مؤقت في رحيل طلابنا، بسبب حظر أتاتورك على المدارس الدينية.
بجانب إلى سرعة أوروباليزاتيون للطلاب خارج تركيا، فقد أدى إلى الأمية الضخمة داخل تركيا. كانت الكتابة العربية التي كانت تستخدم حتى ذلك الحين محظورة و قد خلق ذلك كثيرا من المشاكل الهائلة لسكان تركيا.
جامعة الأزهرـ وجهة جديدة للمثقفين
وقد أدت كل هذه التغييرات إلى مفكرينا بعد سنوات عديدة للتخلي عن ممارستهم، والذهاب إلى إسطنبول، ولهذا السبب قرروا أن الوجهة الجديدة ستكون عاصمة المصر – القاهرة. وبالنظر إلى أن القاهرة ستمنحهم المعرفة التي كان بإمكانهم اكتسابها في إسطنبول خلال الفترة الفاصلة بين الحربين العالميتين (1918-1941)، فإن ثلاثة أجيال من الطلاب أكملوا دراستهم في الأزهرالمرموقة.
في الجيل الأول كانوا: شابان هوجيتش، عليا أغانوفيتش، مصطفى غليفا. بسيم كوركوت، ديرفيش كوركوت، محمد هانجيتش، محمد فوتشاك، قاسم دوبراك، أحمد سمايلوفيتش أكيف هانجيتش، فاضل كوكيتش، بهريا مولابديتش وأحمد جمال درفيشيفيتش.
في الجيل الثاني كانوا : حسين جوزو، إبراهيم تريبيناك، عبد الله درفيسيفيتش، صالح هاجليتش، حسين ميرميتش وعثمان ميرميتش.
وكان الجيل الثالث من البوسنيين في الأزهرأيضا كثيرين، وكانوا ينتمون إليها: عبد الرحمن هوكيتش، ومصطفى درلياجا، ومصطفى ساهتشيتش، وحسين فيتيسكيتش، جامل أفديتش، سيد موسيتش، ومصطفى باشيتش.
في هذه الفترة في مصر، وبسبب الجهود المتزايدة لتقييد أنشطة المسلمين، وإدخال إصلاحات مختلفة على المؤسسات الدينية، والتي لا تتفق مع المبادئ الإسلامية الأساسية، ظهرت حركة المقاومة التي تسمى ” الإخوان المسلمون”.
من خلال منظمتها أرادت هذه الحركة منع تدهور المجتمع، بسبب التأثير الاستعماري المفاجئ.
عن التأثير القوي لهذه المنظمة تتحثد المعلومات أن قادة الحركة، بقيادة حسن بن، عرضوا مساعدة مالية من مختلف المنظمات الإنجليزية من أجل السيطرة الكاملة على هذه الحركة.
وبطبيعة الحال، تم استبعاد هذه الأفكار في البداية، لذلك بقيت هذه المنظمة خارج التأثير الأجنبي.
وتابع كل هذه التطورات طلابنا الذين كانوا في القاهرة، والدليل على هذه الحقيقة هو بالتأكيد نسخ أساليب عمل الإخوان المسلمين، في إنشاء وتشغيل “الهيداية” وبعد ذلك “الشباب المسلمين”.
جاء طلابنا إلى القاهرة خلال سنوات بعد ذلك، إلا في مناسبات قليلة، و ذلك بسبب سياسة إدارة الأزهر في ذلك الوقت،و التي لم تسمح بالدخول الأجانب.
وظلت رحيل الطلاب البوسنيين للدراسة في القاهرة مستمرة حتى العدوان على البوسنة والهرسك. ومن المهم الإشارة إلى أنه خلال وجود يوغوسلافيا السابقة، كان هناك الكثير من هؤلاء الطلاب البوسنيين الذين جاءوا، إلى جانب الأزهر، إلى جامعات أخرى عرضتها القاهرة..
التعليم بعد نهاية الحرب
بعد انتهاء العدوان على البوسنة والهرسك، كانت هناك نقطة تحول فيما يتعلق بأكثر وجهات الدراسة.
على مدى السنوات العشرين الماضية كثير من الطلاب يختارون للدراسة الجامعات المرموقة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وآسيا..
ولكن ، بسبب الإجراءات الميسرة،هناك العديد من الذين يذهبون في طريق البلدان الأوروبية.
ومع ذلك، هناك الكثير من أولئك الذين يكملون ويوسعون المعرفة الدينية في المراكز الدينية العربية في مكة المكرمة، المدينة المنورة أو منطقة القصيم.
لذلك يمكننا أن نخلص إلى أن هذه المدن حلت محل الدور الذي تنتمي إليه القاهرة طوال القرن العشرين.
ومما يؤسف له أن الدراسة في بعض الجامعات المرموقة خارج الوطن ستظل واحدة في سلسلة من الرغبات التي لن تتحقق لمعظم الطلاب من البىسنة و الهرسك.
مؤلف النص:
أدمير ليسيتسا
Za Akos.ba piše: Admir Lisica
Orginalni tekst možete pročitati ovdje.